الكومانده ُ{،ٌصاحب شارع مصرًًُ]ًٍَُ كبير الفتيوات
عدد الردود : 149 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 عمرك كام : 38
| موضوع: قصه سيدنا أدم نبى الله منتدى شارع مصر الأربعاء نوفمبر 24, 2010 1:38 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركات
آدم عليه السلام
نبذة:
أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجتهوأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهمافأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهمابعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسولالله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.
سيرته:
خلق آدم عليه السلام:
أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة له في الأرض. فقالالملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءوَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهاموبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنهسيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئةالتي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له ,هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد اللهويقدسون له, ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !
هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم..أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم منالله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لايشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب . لقدخفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنميةالحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يدخليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا .عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: (إِنِّيأَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).
وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيفيتلقى الملائكة عن الله ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتابالله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه. إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .
أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالىأمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه منروحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجودعبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.
جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفروالأحمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراببالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكانإبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟
سجود الملائكة لآدم:
من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه منروحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأىالملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنهلم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ? الظاهر أنه لا .لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهمويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلقمن نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .
أما كيف كان السجود ? وأين ? ومتى ? كل ذلك في علم الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً..
فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنتَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَالْعَالِينَ) . فردّ بمنطق يملأه الحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُخَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهيالعالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَافَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ماالمقصود بقوله سبحانه (مِنْهَا) فهل هي الجنة ? أم هل هي رحمة الله . .هذا وذلك جائز . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضبجزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .
قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (ص)
هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَرَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمةالمقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد. فكشفالشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَمِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .
وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين. لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عنبلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايتهوكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله. هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديرهفي الردى والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته . وحدد المنهج والطريق:(لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) .
فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبةمكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارونلأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين. فأرسل إليهم المنذرين .
تعليم آدم الأسماء:
ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائنالبشري , وهو يسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءكُلَّهَا) . سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسميةالأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاصوالأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض .ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة علىالرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كلفرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهمليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلاباستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلابالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليهإلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرةعلى الرمز بالأسماء للمسميات .
أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم. ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرضلم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص. . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقراربحدود علمهم , وهو ما علمهم . . ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء . ثمكان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: (قَالَ أَلَمْأَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِوَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) .
أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَلِمَ ما أبدوه من الدهشة حينأخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كماعلم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوقالذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهمواالسر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلموالمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام..وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخلفي هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.
إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.
سكن آدم وحواء في الجنة:
كان آدم يحس الوحدة.. فخلق الله حواء من أحد منه، فسمّاها آدم حواء.وأسكنهما الجنة. لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد سكت القرآن عن مكانها واختلفالمفسرون فيها على خمسة وجوه. قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانهاالسماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليسولما جاز فيها وقوع عصيان. وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدموحواء. وقال غيرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريقإلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحن نختار هذا الرأي. إن العبرة التينستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما حدثفيها.
لم يعد يحس آدم الوحدة. كان يتحدث مع حواء كثيرا. وكان الله قد سمح لهمابأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدموحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى،وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره،واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه يوما بعد يوم. راح يوسوسإليه يوما بعد يوم: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍلَّا يَبْلَى) .
تسائل أدم بينه وبين نفسه. ماذا يحدث لو أكل من الشجرة ..؟ ربما تكون شجرةالخلد حقا، وكل إنسان يحب الخلود. ومرت الأيام وآدم وحواء مشغولانبالتفكير في هذه الشجرة. ثم قررا يوما أن يأكلا منها. نسيا أن الله حذرهمامن الاقتراب منها. نسيا أن إبليس عودهما القديم. ومد آدم يده إلى الشجرةوقطف منها إحدى الثمار وقدمها لحواء. وأكل الاثنان من الثمرة المحرمة.
ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكلمن الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث-عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسببالكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.
لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية. وبدأهو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري.وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.
هبوط آدم وحواء إلى الأرض:
وهبط آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتاب إليه. فأدركته رحمة ربهالتي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها ... وأخبرهما الله أن الأرضهي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.
يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولاهذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حينشاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً"ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوطإهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالىيعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكنفي الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلمجنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنةيمر بطاعة الله وعداء الشيطان.
هابيل وقابيل:
لا يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليهالسلام في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هماهابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.
كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا.فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريدزوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهماقربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. قال تعالى في سورة(المائدة) :
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَاقُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِقَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَالْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَاأَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَرَبَّ الْعَالَمِينَ (28) (المائدة)
لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:
إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)
انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخالطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل مندمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض.كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئاقد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيابجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحتهإلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليهالتراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.
اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهوالأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسبالشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافرهفي الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.
قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّمُّضِلٌّ مُّبِينٌ) وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما،وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانايعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهمإليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقصلهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.
موت آدم عليه السلام:
وكبر آدم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال: إنآدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال:فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوسوالمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ماتريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم:ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال:إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل.فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبرهفوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.
وفي موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بنسعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هوخالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً مننور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأىرجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخرالأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال:أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال:أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحدفجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته". صالح عليه السلام
| |
|